السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دعواتي لك بتمام الصحة والعافية.
تتوجه الأسواق المحلية إلى النشاطات التي تألفها والتي يسهل عليها جني الأرباح منها وتتقلص معها الخسائر. لذلك تتحاشى الدخول في إنتاج الترفيه ومجال الألعاب الإلكترونية والذي يعتبر جديداً على الساحة لندرة وجود الأيدي العاملة والخبرات في هذا المجال.
وإذا كنا نتساءل: لماذا لا تكون لنا هويتنا الخاصة في مثل هذه الألعاب؟
فأظن أن هناك بعض الصور النمطية عن الهوية العربية التي تؤثر سلباً على صنع هوية خاصة يكون لها تأثير إيجابي وفعال في مجال الألعاب. لذلك يصعب على المستهلك الأجنبي تفهم وجود أو تقبل هوية عربية ناجحة. ومن الممكن أيضاً أن تجد المستهلك العربي خجلاً من صنع الشخصيات البطولية العربية والتي تكون مستوحاة من تراثه وثقافته وتاريخه التي يفترض أن يعتز بها ويسوقها على العالم بخلاف عما هو شائع من الصورة النمطية كعلاء الدين وحكايات ألف ليلة وليلة.
لكن يجب أن نتفاءل في ظل وجود تجارب في هذا المجال مثل لعبة الركاز: في أثر ابن بطوطة من شركة سيمانور وكذلك فيلم الرسوميات السينمائي بلال من شركة فيرتيكال إنترتينمنت التي تحاول صنع هوية خاصة لنا مرتبطة بتراثنا وثقافتنا وتاريخنا في مجال الألعاب أو إنتاج الرسوميات السنيمائية.
وحول التردد في الإقدام على الاستثمار عربياً في مجال الألعاب الإلكترونية رغم أن ربحها مضمون؟
أستطيع القول أن استثمار الفرص في مجال الألعاب هي مسألة حديثة عهد في المنطقة سواءً في الدول العربية بشكل عام أو السعودية بشكل خاص والسبب في ترددنا سابقاً يعود إلى عدة أمور:
- غياب الاستثمار الجريء في المنطقة
- عدم وجود البيئات أو التنظيمات المحتضنة لقطاع الألعاب
- شح الشركات المطورة في هذا المجال – وجود شقين من الآراء المؤيدة والمعارضة للاستثمار في هذا المجال باختلاف الأسباب (دينية، ثقافية، تجارية)
في ظل هذا التردد يعتبر هذا القطاع ضخماً جداً وهنا بعض الأرقام الصاعقة في ذلك:
– في عام 2016 قدر بإيرادات تساوي 99.6 مليار دولار
– في عام 2017 أصبح القطاع الأكثر ربحاً في مجال الترفيه بإيرادات تساوي 116 مليار دولار
لذلك أصبح المجال متفوقاً على التلفزيون بإيرادات تساوي 105 مليارات دولار والأفلام بإيرادات تساوي 41 مليار دولار والموسيقى بإيرادات تساوي 17 مليار دولار
والآن نشاهد التوجه وفي ظل رؤية السعودية 2030 إلى استثمار أكبر في مجال الألعاب مثل الاستثمار في شركة ماجيك ليب المتخصصة في الواقع المعزز، والاستثمار في مجال الأنمي والرسوميات عبر إنشاء مانقابرودكشن وهي جهة تابعة لمؤسسة مسك الخيرية في صناعة المحتوى الرسومي وكذلك توقيع اتفاقيات مع شركة سكوير إينكس اليابانية وتوي أنيميشن ستوديوز والمتخصصة في مجال الألعاب والرسوميات.
لكن هناك تحركات إيجابية في هذا المجال تجعلني أختم بقول: “غداً هو يوم أفضل”.
هذه المقالة كانت جزء من تغطية مجلة اليمامة بعنوان: “سوق الألعاب الإلكترونية..منجم ذهب لم يدخله عرب“.